سورة آل عمران - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


ويطلب اولئك العلماء الراسخون في العلم إلى الله كان الله ان يحفظهم من الزيغ بعد الهداية. ويهبهم الثبات على الإيمان فيقولون: ربنا لا تجعل قلوبنا تنحرف عن الحق بعد أن هديتنا اليه، وهبْ لنا رحمتك إنك أنت كثير النعم والافضال.
وهذا تعليم من الله لنا ان نعرف حدودنا ونقف عندها، ونطلب منه تعالى دائما ان يثبِّتنا على الإيمان فلا يتركنا عرضة للتقلب والنسيان.
{رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ الناس...} وهذا من تتمة كلام الراسخين في العلم، وذلك لأ، هم لما طلبوا من الله تعالى ان يصونهم عن الزيغ ويخصهم بالهداية والرحمة، فكأنهم قالوا: ليس الغرض من هذا السؤال ما يتعلق بمصالح الدنيا بل مايتعلق بالآخرة. فاننا نعلم يا إلَهنا انك جامع الناس للجزاء يوم القيامة. فمن زاغ قلبه بقي العذاب أبداً، ومن منحته الرحمة والهداية بقي في السعادة والكرامة أبدا.


وقود النار (فتح الواو): الحطب وكل ما يُحرق فيها. الدأب: العادة.
بعد أن بين الله لنا الدّين الحق وقرر التوحيد، ثم نوّه بشأن القرآن الكريم وايمان العلماء الراسخين بالمحكم والمتشابه به من آيات شرع يذكر حال أهل الكفر والجحود ويبين أسباب غرورهم باموالهم وأولادهم، فقال ما تفسيره:
ان الذين كفروا وجحدوا بنوة محمد صلى الله عليه وسلم لن تنجيهم أموالهم الوافرة، ولا أولادهم الكثيرون من عذاب الله يوم القيامة، بل سيكنون حطبا لنار جهنم. ذلك أنهم في تكذيبهم بمحمد وكفرهم بشريعته مثلُ آل فرعون مع موسى، ومثل من كان قبلهم من الأمم مع أنبيائهم، كذّبوا بآيات الله، فنكل بهم وأهلكهم بسبب كفرهم، والله شديد العقاب.


قال يا محمد للكافرين عامة: ستُغلبون أيها الكافرون، وستُحشرون إلى جهنم التي ستكون لكم فراشا، وياله من فراش سوء!. وفي سنن أبي داود والبَيْهَقي (في الدلائل) ان رسول الله لما رجع من وقعة بدر، جمع اليهود في سوق قينقاع وقال: يا معشر يهود، أَسلِمموا قبل ان يصيبكم الله بما أصاب قريشا، فقالوا: يا محمد لا يغرّنَك من نفسك ان قتلت نفرا من قريش كانوا أَغْماراً لا يعرفون القتال. إنك والله لو قاتلتنا لعرفتَ انا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية {قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ...} وقد صدق وعدَه بقتل بني قريظة وإجلاء بني النضير، وفتح خيبر.
لقد كان لكم عبرة ظاهرة في طائفتين من المحاربين التقتا يوم بدر، إحداهما مؤمنة تحارب لإعلاء كلمة الله، والاخرى كافرة تحارب في سبيل الشيطان. فأيد الله المؤمنين ونصَرهم. لقد جعل الكافرين يرونهم ضعف عددهم الحقيقي، وبذلك وقع الرعب في قلوبهم فانهزموا. أليس في هذا النصر عبرة لأصحاب البصائر الرشيدة والعقول السليمة!
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي {سيغلبون ويحشرون} بالياء. وقرأ نافع {ترونهم مثيلهم} بالتاء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8